جريدة صوت فلسطين والقدس للأدب والشعر-أيام كنا-بقلم الشاعر عارف عاصي

أَيَّـــامَ كُـــنــَّـا

مَا بَـالُ قَـلْبٍ هَفَـا وَ الرُّوحُ تَـنْسَرِبُ
وَ الدَّمْعُ فِي وَجْنَتِي هَامٍ وَ مـُنْـسَكِبُ

طَـوَّفْتُ كُـلَّ الدُّنَـى أَبْغِي مَحَاسِـنِـهَا
فَـعُدتُّ وَ القَـلْبُ شَوْكٌ بَـاتَ يَنْـتـِحِبُ

يَـا مَـنْ أُنَـادِي وَ قَـلْبِي كُـلـُّهُ حُـرَقٌ
هَـلْ بَاتَ صَبُّ الهَـوَى إِلا بِـهِ الوَصَبُ

نَـادَيْتُ فَـارْتَـدَّ صَوْتِي مِلْءَ حـُنْحُرَتِي
كَأَنَّـنِي وَ الجَـوَى ؛ وَ الكَوْنُ مُنْسَحِبُ

يَالِي وَ قَـلْبِي هُـنَـا مِنْ شَوْقِهَا دَنِفٌ
قَـدْ عَـادَهُ الـكُـلُّ إلا مَـنْ بِــهِ الأَرَبُ

أَوْدَعْـتُ لِلـزَّهْرِ هَـمِّي بَاتَ مُنْـتَـكِساً
وَ ازْوَرَّ عَنْ شَكْوَتِي قَدْ شَاقـَهُ الهَرَبُ

وَ الضَّـوْءُ صَاحَ بِـقَـلْبٍ مِنْ دَيَـاجِـرِهَا
وَيْحاً لِمُضْنَىَ الهَوَى أَزْرَىَ بِهِ التَّـعَبُ

فَـرَدَّدَ الصَّـوْتُ رِيـحٌ مِـنْ جَـوَانِـبِـهَـا
قَدْ حُمِّلَ العِطْرَ يَوماً فَانْتَشَىَ الطَّرَبُ

سَـلامُ قَلْبِي عَلَى مَنْ بَاتَ فِي نِـعَـمٍ
وَ أشْـغَلَ القَلْبَ حَـتَّيَ بَاتَ يَـضطَّرِبُ

فـَكَمْ خَلِيٍ خَـلا مِنْ شَجْو مَنْ تَـلِفُـوا
وَ أتْـلَـفَ القَـلْـبَ صَـدٌ شَائِـنٌ حَـرِبُ

ذَكَرْتُ نَجْوَى الهَوَى فِي وَصْلِهَا زَمَـناً
فَاسْـتَعْـبَرَ القَـلْبُ دَمْعاً ظَـلَّ يَلْـتَهِبُ

يَا لَيْتَـنِي وَ المُـنَى نَشْوَى بِـزَهْرَتِـهَا
لَـمْ أَقْـتَرِفْ حـُبَّـهَا إِذْ زَارَنِـي النَّصَبُ

وَ بِـتُّ فِي جَـمْرَةٍ أشْـكُـو مَـوَاجِدَهَا
وَ القَـلْبُ فِي حَسْرَةِ حَارَتْ بِه النِّـوَبُ

كَـم ذَكَّـرَتْـنِي رَبَى الأَحْـلامِ جَـنَّـتَـهَا
أَيَّـامَ كُـنَّـا الـدُّنَى وَ الكَـوْنُ مُغْـتَرِبُ

أَيَّـامَ كُـنَّـا وَ كُـلُّ الكَـوْنِ مَـسْرَحُـنَـا
مَـا بَـالُـنَـا اليَـوْمَ لِﻷَرْكَـانِ نَـنْـسَحِبُ

إِنِّي أُنَاجِي لَـيَـالِي الأَمْسِ فِي خَـجَلٍ
وَ الدَّمْعُ فِي وَجْـنَتِي حَيْرَانُ يَضطَّرِبُ

تِـلْـكُـمْ هَـوَاطِـلُـهَا لَـبَّـتْ لِـدَعْـوَتِـنَا
فَـأَيْـنَمَا أَمْطَرَتْ فَالرَّوْضُ مُـخـْتَـصِبُ

لَمْ نَشْـتَـكِ العُـمْرَ مِنْ فَقْرٍ وَ لا عَوَزٍ
فَـالمُلْـكُ فِينَـا هُدىً لَمْ يُلْهِنَا السَّغَبُ

ثُـمَّ اسْـتَـدَارَتْ لَـنَـا الأَيَّـامُ دَوْرَتَـهـَا
مِـنْ بَـعْـدِ عِـزٍ سَمَا أَوْدَى بِـنَا اللَّعِبُ

أنـَّى الْـتَـفَـتُّ فَـحَـسْـرَاتٌ مُـرَكَّـبَـةٌ
مِـنْ نِـيلِهَـا لِـلْفُرَاتِ اليَّـوْمَ فَالعَـجَبُ

فِي الشَّامِ مَحْـزَنَـةٌ وَ العُرْبُ مَهْزَلَـةٌ
أَيْـمَـانُـنَـا تَشْـتَكِي يُسُرَانَـا تـَنْـتَحِبُ

صَـنْـعَـا حِـكَايَـتُهَا قَـدْ أَتْـعَـبَتْ عَـدَناً
وَ القَـيْرَوَانُ أَسَـىً قَـدْ رَدَّدتْ حَـلَـبُ

هَـا قَـدْ جَـرَتْ أَنْـهُـرٌ بِالمُرِّ مِنْ دَمِـنَا
وَالغَرْبُ فِي شُغُلٍ والشَّرُقُ مُـنْشَعِبُ

صُهْـيُونُ قَدْ أَخَـذَتْ  مِـنَّـا حُشَاشَتَـنـَا
وَ الـكُـلُّ يَـسْعِى ﻹِرْضَـاءٍ وَ يَـحْـتَرِبُ

مِـلْـيَارُنَا أُسْـدُهَـا سَادَتْ مَـضَارِبَـهَـا
لَـكِـنَّ سَـاسَاتُـنَـا يَـا ويْـحَـنَا العَطَبُ

يَـا أُمّـةً نُـورُهَـا يَـسْـرِي بِـغُـرَّتِـهَـا
عُـودِي نَعُـدْ سُـنَّـةٌ بِـالوَحْي نَقْـتَرِبُ

أَمَّـا إِذَا سَـدَرَتْ بِـالْـغَـيِّ نَشْـوَتُـهَـا
فَـالمَكْرُ فِـي عُقْرِهَا يَرْعَى وَيَغْـتَصِبُ

قَـدْ بِـتُّ أَرْجُـو ضَـيَاءً فِـي حَـوَالـِكِهَا
فَامْـنُنْ إِلـهَ الوَرَى يَـا خَـيْرَ مَنْ يَهِبُ