التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جريدة صوت فلسطين والقدس للأدب والشعر- الأرض - قصة قصيرة بقلم الأديب مجدي متولي

قصة قصيرة
الأرض

كل يوم يأتى مبكراً من قريته التى تتبع خان يونس على الحدود, يسير إلى الحقل, حاملاً فأسه على كتفه, ممسكاً بيده صرة بها زاده, والابتسامة لا تفارق وجهه, مصغياً لصوت العصافير وحفيف أوراق الأغصان, عند الظهيرة يأكل زاده تاركاً على الأعشاب ماتبقى من الخبز للعصافير, وفى المساء عندما ينتزع المغرب دقائق النور من الفضاء, يعود إلى بيته.. يتحلى بسمعة طيبة وأخلاق حميدة متمتعاً بنظرة رضا وإستحسان من كثيرين من أهالى بلدته .                 
 ذات يوم, لملم أشياءه, عائداً إلى بيته, اعترضته دوريه إسرائيليه.. أمروه بمغادرة الأرض, نظر إليهم وجدهم كأشجارعارية من الأوراق.                                                                                      قال لهم : هذه أرضى وهناك بلدتى وأسرتى .. كيف أترك أرض أجدادى؟                                                                        إلتفوا حوله أمروه بالركوع على ركبتيه .. تذكر كلمات والده                                                               : أن السيد هو الذى يقاتل من أجل حريته, فإما يموت أو ينتصر ويعيش حراً ,  أما العبد هو الذى يخاف من الموت فيقبل حياة العبودية بدلاً من القتال من أجل حريته.                                                                             
ركله أحدهم من الخلف.. اتسعت عيناه حتى كادت تخرج من محجريها .. كانت تلك لحظة الصدق.. استجمع قوته ولطم الجندى على وجهه أرداه أرضاً.. انهالوا عليه بالهروات ضربا ً, كانت الركلات تنتقل إلى أنحاء جسده من الضلوع إلى الكليتين والظهر والرقبه حتى الجمجمه. سمع ضحكاتهم تجلجل فى الفضاء.. أصوات ضحكاتهم تعلو وهو محاصر وحده وسط الأرض. الريح تصفر والرمال تتناثر من حوله.. ينظر بعينيه الكلييين إلى الأشجار تؤرجحها الريح يمنة ويسرة.. تمدد.. نزل بثقله على الأرض.. فأحتوته الأرض..
كان ممددا وعيناه إلى السماء, وظلت الشمس حتى غابت, ولم يحس, ولم يتألم من كثرة اللكمات والركل بكل أجزاء جسده.. مغمض العينين.. أحس باشتياق إلى قريته وأهله.                                                               
لم يتركوه إلا عندما تأكدوا أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة, لم يبق منه إلاعينان ينظر من خلالهما.. طفل قابع بجوار الكوخ, يكتم أهاته  ويبتلع صرخاته.. انصرف الجميع من حوله, نهض الطفل وقبل  جبهته, ووضع على صدره غصن زيتون أخضر, ومضى ويده تقبض على حجر...
مجدى متولى إبراهيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جريدة صوت فلسطين والقدس للأدب والشعر- عام ٢٠١٨ يشهداعتقال ١٨٠٠ فلسطيني مقدسي - تقرير ميادة كيلاني عن مركز الأسرى الفلسطيني

أسرى فلسطين/ 1800 حالة اعتقال من القدس خلال العام الماضي أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن مدينة القدس تصدرت المدن الفلسطينية في عدد حالات الاعتقال خلال العام الماضي حيث رصد ما يزيد عن (1800) حالة اعتقال، وهى تشكل ثلث نسبة الاعتقالات التي جرت في كل انحاء الأراضي المحتلة خلال عام 2018، والتي بلغت (5700) حالة اعتقال . وأوضح الباحث "رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز بان الاعتقالات طالت كافة شرائح المجتمع المقدسي ولم تستثنى النساء، والمرضى، وكبار السن، والأسرى المحررين، والنواب، وقيادات العمل الوطني، حيث بلغت حالات الاعتقال بين النساء (74) بينهن قاصرات، و(450) طفلاً بينهم اطفال لا تتجاوز اعمارهم 12 عام، و (22) من كبار السن تجاوزت أعمارهم 55 عاماً . وبين " الأشقر" بان الاحتلال نفذ حملات اعتقال واسعة لمنع المقدسيين من مواجهة سماسرة الأراضي الذين يبيعون المنازل للمستوطنين، وتوزعت الاعتقالات على كافة قرى وبلدات ومناحي مدينة القدس، حيث احتلت العيسوية النصيب الاكبر من عمليات الاعتقال، ووصلت الى (580) حالة اعتقال، وتلاها منطقة شعفاط ووصلت حالات الاعتقال منها (295) ح...

جريدة صوت فلسطين والقدس للأدب والشعر-حبيبتي فلسطين - بقلم الشاعر رشادالقدومي

حبيبتي  فلسطين دعيني اراك كما اشتهي فانت الضياء وانت الهوى دعيني بحلم فلا ينتهي فانت الحياة وانت المنى دعيني اقبل ثغر الحبيب فثغرك بلسم فيه الشفى يا من لروحك وقع غريب لغيرك حبي لا يرتجى دعيني بعطرك اغدوا سعيد وانفاسك العذبه ابغي الهنى فدقات قلبك قالت رويدا ارحم حبيبي فقلبي انطفى تركت بقلبي جرحا عميقا فهل كنت تعلم قدر الجفى نطرتك ليلي اعد النجوم وارقب نجمك حيث اختفى وقد كنت ابكي طوال النهار وانظر دربك اين الوفى لقد عاد قلبي يبغي الوداد وقد قال للبعد عنك كفى حبيبة قلبي بها استنير ومنها تعلمت درس الوفى فلطفا بقلبي انت الحياة وعذرا حبيبي غيابي اختفى كلمات رشاد القدومي

جريدة صوت فلسطين والقدس للأدب والشعر- سفرالعطش - بقلم الشاعر نصربخيت

من سفر العطش